عرض المقال
فواتير كتبت علينا
2013-09-16 الأثنين
مصر الآن تدفع فواتير أكثر من ثلاثين سنة دفعة واحدة! هذا هو قدرها للأسف، فواتير أخطاء سياسية وخطايا اجتماعية واقتصادية مطلوب من مصر أن تسددها وفوراً، مصر الآن مثل من اجتمعت عليها أقساط كل ما يحتويه المنزل من أثاث وأجهزة كهربائية والمطلوب دفعها فى نفس اليوم، الإرهاب طبخة تمت تسويتها خلال 30 سنة فى فرن ممارسات العصر المباركى نتيجة تقاعسه عن حل المشكلات الاقتصادية الخانقة، وأيضاً نتيجة الصفقات التى كان يجريها نظامه مع الإخوان من تحت الترابيزة، يفوّت لهم 88 مقعداً برلمانياً فى سبيل ترسيخ كرسيه وتوريث ابنه، لا يمس المرشد بسوء مقابل الموافقة، بل المشاركة، فى ترسيخ دعائم الرأسمالية المتوحشة القائمة على السمسرة والفساد والمضاربات، الفواتير التى كانت ولابد أن تسدد وبالتقسيط فى زمن مبارك الذى كانت لديه فرصة ذهبية، خاصة فى ظل الهدوء الأمنى ولكنه بددها، نحاول أن نسددها الآن جميعاً فى ظل وضع أمنى مرتبك ونتمنى من الله التوفيق ولكننا لكى نسدد كل هذه الفواتير نحتاج إلى حكومة لا تعانى من تصلب الشرايين والشلل الرعاش!، مبارك اختار الهروب من سداد تلك الفواتير بإحالتها جميعاً لملف أمنى فى الداخلية، واعتقد أن فى هذا حصنه ونجاته، استشرت فى زمن مبارك قنوات الفتنة الدينية وغض نظامه الطرف عنها، توغلت فى عهده الجماعات السلفية فى الريف والعشوائيات واستلمت عقول الشباب والكبار والسيدات ولم يسألها أحد عن مصادر التمويل، هناك أيضاً فاتورة التعليم المروج للأفكار المتخلفة المتطرفة، فاتورة انتشار الزوايا التى تروج للكراهية، فاتورة اضطهاد المسيحيين التى كان يعالجها بالمسكنات، فاتورة ترك سيناء مرتعاً للإهمال ومن ثم الإرهاب، فاتورة المهادنة والمماينة والمغازلة والتبلد وعدم الإحساس بأن الكرسى تحته بركان، الفواتير المباركية كثيرة وأكملها مرسى فختم وبصم عليها وأطلق شفرة فيروس السرطان بداخلها حتى تضاعف ورمها الخبيث، هى فواتير كتبت علينا ومن كتبت عليه فواتير دفعها، ولكن للأسف دفعها سيستهلك وقتاً ودماً ولكن نحمد الله أننا قد بدأنا وحتماً سنتخلص من كل ديون وذيول تلك الفواتير، مصر ستسدد الفواتير حتماً إن عاجلاً أو آجلاً وتصنع التاريخ رغماً عن كل من هم خارج التاريخ.